الطرائف العلمية لتدريس مادة العلوم:
موقع مدخل الطرائف العلمية من مداخل
تدريس العلوم
إن مداخل تدريس العلوم الرئيسية يمكن
تمثيلها بأربعة مداخل رئيسية هي:
أ- المدخل التقليدي ب- المدخل الكشفي
ج- مدخل حل المشكلات د- المدخل التاريخي.
ولكلٍ من هذه المداخل ميزاته وعيوبه
ونظراً لأنه لا يوجد مدخل واحد منها يمكن أن يحقق أهداف تدريس العلوم بشمولها
وتكاملها فإنّه يمكننا القول بعدم وجود مدخل واحد للتدريس يجب أن يتبعه كل معلم
عند تدريس أي موضوع فالتوزيع في استخدام المداخل أمرٌ مرغوبٌ فيه للتغلب عن الملل.
ومراعاة الفروق الفردية إضافةً إلى أن
مدخلاً ما قد يلاءم موضوع ما ويجد المعلم وراءه نفعاً لمجموعةٍ من الطلاب بينما قد
يكون مدخل آخر مناسباً أكثر في ظروفٍ مختلفة. كما أنه لا يوجد مدخل واحد لتدريس
العلوم يمكن أن يحقق جميع أهداف تدريس العلوم العامة، فالتوزيع ضروري لبلوغ تلك
الأهداف في شمولها وتكاملها ومع التوزيع في الداخل فانه يمكن للمعلم جعل كلاً منها
أكثر إثارةً وتشويقاً باستخدام بعض الطرائف العلمية.
ففي مدخل حل المشكلات يمكن للمعلم
إثارة طرائف علمية تتضمن إثارة مشكلة و الاشتراك مع طلاب في حلِّها وكذلك الحال في
العرض الكشفي أما في المدخل التاريخي فان عمل المعلم يكون مناسباً لإثارة اهتمام
الطلاب عن طريق القصص العلمية المرتبطة بموضوع الدرس إنَّ مدخل الطرائف العلمية
ليس مدخلاً مستقلاً في حدِّ ذاته وإنما هو مكملٌ لكل مدخلٍ من المداخل السابقة،
يثريه ويجعل التدريس أكثر إثارةً وفاعليةً.
مفهوم الطرفة العلمية:
" كل ما يصدر عن معلِّم العلوم
من قولٍ أو فعلٍ من شأنه أن يثير اهتمام الطلاب و يحدث لديهم دهشةً و عجباً نحو
موضوع الدرس، و يدعوهم للتساؤل عن حقيقة هذا القول، و السر الكامن وراء هذا الفعل.
"
أهميَّة الطرائف
العلميَّة:
إنَّه لا يوجد ما هو أحب للنفس وأمتع
من معرفة الغريب والطريف يتنافى مع المألوف فقد جبلت النفس البشرية على حب
الاستطلاع.، يثيرها ما لم تألفه ويشدها ما لم تتعوده وتطبَّع عليه.
وفي التدريس كثيرا ما ينصرف الطلاب عن
المعلم لأسبابٍ عديدة ومن الوسائل التي يمكن أن تعيد التفاعل المفقود بين المعلم
والطالب وجعل المادة ما أمكن ترتبط باهتمامات ومطالب الحياة اليومية للطلاب ومن ثم
يدركون معناها ويحسون بقيمتها، ومنها تبسيط المادة بحيث تكون أحلى طعماً وأسهل
هضماَ ومنها تطعيم الدروس بين الحين والآخر ببعض الطرائف تعيد ما انصرف من
التلاميذ عن المعلم وتزيد من حماس الباقين وبذلك تكون العملية التعليمية عملية
مشتركة وليست من طرفٍ واحد. وتعتبر الوسيلة الأخيرة خاصةً من أكفأ الطرق إلى يمكن
استخدامها كلما دعت الحاجة لذلك. لأن الفلسفة التي تقوم عليها الطرفة العلمية حتى
بالنسبة لأصعب الموضوعات العلمية وأكثرها جفافاً هو التشويق وجذب الاهتمام وهذا
يمكن تشبيهه بالمادة السكرية الَّتي تختلط بالدواء فتجعله سائغاً لا يشعر بمرارته
من يتناوله دون أن يقلل ذلك من مفعوله.
إن معلومةً نادرةً أو عرضاً مثيراً أو
تجربةً غريبةً يمكن أن تشد الطالب إليها بحب استطلاعه، وتكرار أمثال هذه المعلومات
أو العروض أو التجارب التي يمثل عنصر الطرافة العلمية قاسماً مشتركاً بينها سرعان
ما يولِّد لدى الطالب الرغبة في معرفة ومشاهدة المزيد منها وهذا شيءٌ طبيعي لأنها
ارتبطت في ذاكرته بخبراتٍ سارة ومواقف محببة للنفس ودروسٍ ممتعة، ومعلم لا تنفذ
ذخيرته مما يتوق الطالب لسماعه ويلهث لرؤيته ويسعى لممارسته وسرعان ما تتطور
الرغبة إلى الحاجة إلى التعمق في دراسة العلوم و سبر أغوارها و الوقوف على أدقِّ
أسرارها. وتنبعث عن الحاجة اتجاهات سرعان ما تنمو وتتأصل لدى الطالب إذا توافرت
لها فرص التدعيم والاستمرار فتتحول إلي ميولٍ ايجابيةٍ تدفع لحب العلوم مادةً
وطريقةً ومعلماً، وبالحب وحده نستطيع أن نعدَّ أجيالاً من العلماء الصغار وإذا
نجحنا في ذلك نكون قد حققنا ما نصبو إليه من تدريسنا للعلوم. ذلك أنَّ للميول
الإيجابية أهميتها في إقبال الطلاب على دراسة العلوم و دوام الصلة بها تحقيقاً
للتعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة وهما أساسيان في هذا العصر الذي يتسارع فيه
تقدم العلوم بمعدل يفوق كل تصور.
وبالنسبة لمادة العلوم فقد لا تضيف
جديداً إذا قلنا أنها تتميز في طبيعتها بصفاتٍ يمكن أن تستقطب أكبر عدد ممكن من
الطلاب لدراستها فهي ثرية بموضوعاتها ومجالاتها وأمثلتها ومظاهرها وتطبيقاتها وهي
واقعية حيث تتخذ من الحقيقة الملموسة سنداً لها وركيزة. وهي جذابةٌ وشيقةٌ ويتوقف
ذلك على أسلوب معالجة المنهج لمادتها وطريقة المعلم في عرضها فلو طعَّم واضعو مناهج
كتب العلوم بالطرائف العلمية المختلفة، ولو اجتهد المعلم في أن يعرض مادتها عرضاً
مثيراً لأحبَّ الطلاب العلوم 0
أنواع الطرائف العلمية ودورها في
تحقيق أهداف تدريس العلوم
الأهداف العامَّة لتدريس العلوم الّتي
تسعى الطرائف العلمية لتحقيقها:
1- مساعدة الطلاب على كسب معلوماتٍ
مناسبةٍ بصورةٍ وظيفية.
2- مساعدة الطلاب على كسب مهاراتٍ
مناسبة.
3- تدريب الطلاب على الأسلوب العلمي
في التفكير.
4- مساعدة الطلاب على كسب الاتجاهات
المناسبة بصورةٍ وظيفية.
5- مساعدة الطلاب على كسب الميول
العلمية المناسبة بصورةٍ وظيفية.
6- مساعدة الطلاب على كسب صفة تذوُّق
العلم و تقدير جهود العلماء الّذين أسهموا في تقدمه و تطويره.
تصنيف الطرائف العلمية:
أوّلاً: طرائف نظرية /
وهي معلومات غريبة تتميز بأنها:
أ- تبدو متنافرة مع الحقائق العلمية
المعروفة أو متناقضة، و ما هي في الواقع بمتناقضة.
ب- تشد المتعلّم في ذاتها و تمتّعه و
تحقق له بهجةً عقلية.
ج- تتعلق بأسرار الاكتشافات العلمية.
د- تتعلق بسير العلماء و تراجمهم.
ثانياً: طرائف عملية /
وتشمل:
أ- عروض مثيرة. ب- تجارب
مدهشة.
أمّا بالنسبة للمعلومات التي تبدو
متناقضة مع الحقائق العلمية التي يعتقد بصحتها فإنّه إذا ثبتت صحة الأولى لكان في
ذلك مدعاةً للغرابة و الدهشة، فضلاً عن أنها تكسب الطالب اتجاهاً نحو التدقيق فيما
يقرأ أو يسمع عن حقائق.
فمثلاً كم تكون دهشة الطلاب حينما
يذكر لهم المعلم و يثبت حقائق قد تفوق تصورهم، من قبيل:
* طن الخشب أثقل وزناً من طن الحديد.
* إذا صعد الإنسان إلى القمر فإنّه
يكون تحت الأرض.
* عندما تغرب الشمس فنحن الّذين نغرب
في الواقع و ليست هي.
و بالنسبة للمعلومات التي تمتّع
المتعلّم في ذاتها فهي كثيرة و يستطيع المعلم أن يحصل عليها من مراجع مختلفة
ليطعّم بها دروسه، و تتميز هذه المعلومات بأنها تستمد طرافتها من مضمونها و ليست
كالأولى من تناقضها مع ما هو منطقي و مألوف. فكم من المتعة العقلية تحدث للطالب
عندما يعلم أن:
* الإنسان لا يشرب بفمه و حسب، و لكن
يشرب برئتيه أيضاً.
* العصب الحائر لم يعد حائراً.
* أحد الغازات يمكنه إضحاكه.
و فيما يتعلّق بأسرار الاكتشافات
العلمية، فإنّ النفس البشرية تتوق مدفوعةً بغريزة حب الاستطلاع لمعرفة ما خفي عنها
بالنسبة لموضوعٍٍ معين. فكثيرٌ من الاكتشافات العلمية تكتنفها أسرار لو ذكرها
المعلم لطلابه لأثارت اهتماماتهم و جعلتهم يتقبلون الملومات الخاصّة بالكشف العلمي
المعين قبولاً حسناً، فمن كان يصدّق أنَّ:
* غازاً يؤجِّل حرباً عالمية عاماً
كاملاً. * بائع سجق أمكنه إنقاذ الملايين.
* طقطقة باب تؤدي لاختراع
الثيرموستات. * حلم يؤدي لاكتشاف شكل جزيء البنزين الحلقي.
و أمّا فيما يختص بسير العلماء و
تراجمهم، فإنّ كثيراً من مناهج العلوم تفتقر إلى هذا النوع من الكتابة العلمية
الذي يمتاز بنواحي عدة تحببه لدى الطلاب لأنه يجمع بين العلم و الفن القصصي
المشوّق، و لا يقدم للطلاب مشاكل علمية معقدة أو يزخر بالمعادلات و الصيغ الجافّة،
أو المجادلات الموحشة، و إنما يحاول إضفاء لمسة من " الإنسانية " تزيل
الروع عن الطالب عندما يريد أن يتعرّف على إحدى النظريات العلمية. فحياة العلماء
ما هي إلا حياة نوعٍ من البشر تختلط فيها الصور الضاحكة بالصور الحزينة الدامعة
مثل صورة نيوتن و هو يلهث وراء الألقاب و النسب النبل، و صورة لا فوازبيه و هو
يواجه الإعدام في شجاعةٍ صريعاً لأمانته العلمية.
و هذه صورة باستور و هو يلعق باسم
الزعاف من بين فكي كلب مسعور تجمع الزبد القاتل حول فمه، و صورة لابلاس التي تلونت
وفقاً لظروف العصر السياسية حتّى أطلق عليه لقب " راكب الموجة ".
و جديرٌ بالمعلم عندما يعرض لسير
العلماء أن يضع نصب عينيه تحقيق أحد أهداف تدريس العلوم و هو مساعدة الطلاب على
تقدير جهود العلماء الدين ساهموا في تقدم العلم و تطويره. و هنا يجب أن يعلم
المعلم أن مجرد سرد الإنجازات التي حققها العلماء، أو تناولها بصورةٍ إنشائية لا
يحقق الهدف المذكور. إذ أنّ أهم ما في الأمر هو أن ينفعل الطلاب بكفاح العلماء و
تضحياتهم، و بحدث هذا عندما يستشعرون التضحيات الجسام التي قدمها العلماء و
يقدمونها من أجل قهر مرض أوحل مشكلة أو تفسير ظاهرة.
فهذا العالم " بارلو "
يعرِّض جسمه للإصابة بالبلهارسيا ليدوِّن من واقع الألم و المعاناة ملاحظاته
الشخصي عند تطور أعراض الإصابة و ليسهل عليه تشخيص المرض، وذاك جينر الذي لم يجد
أحدا ليجر ي تجاربه الخاصة لعلاج مرض الجدري عن تجاربه الخاصة لعلاج مرض الجدري
عند ولده ومهجة فؤاده. و لكن ما الوسيلة التي تجعل الطلاب ينفعلون بكفاح العلماء و
تضحياتهم، لعل من الوسائل الملائمة لذلك القصص العلمي، شريطة أن يجيد المعلم فن
إلقائه. فعن طريق هذا القصص يمكن أن ينفعل الطلاب بالجهود الجبارة التي بذلها
العلماء و المشقات العظام التي كابدوها من أجل أن يرقى العلم درجةً على سلم
التطور، و تاريخ العلم غنيٌ بمثل هذه القصص عن علماء بارزين.
وتلعب القصة العلمية بالإضافة إلى
مساعدة الطلاب على تقدير جهود العلماء دوراً مهماً في تحقيق كثيرٍ من الأهداف
الأخرى المرجوَّة من تدريس العلوم مثل التفكير العلمي والاتجاهات العلمية. أمثلة
على استخدامات القصص العلمي
أولاًً: المساهمة في تحقيق هدف
التفكير العلمي داروين فاشلاً في عام 1831 أبحرت السفينة (بيجل) تحمل العالم
داروين ورفاقه في رحلة حول أمريكا الجنوبية وعندما وصلت إلى شواطئ بيرو كانت حمى
الملاريا منتشرة بين الأهالي و حاول داروين لأن يتبين أسباب المرض فقام بعدة
ملاحظات أوصلته إلى الحقائق التالية:
1- تنتشر الحمى بين الأهالي في
المناطق الساحلية السهلية.
2- يزداد انتشار المرض في المناطق
التي تنتشر بها البرك والمستنقعات.
3- تقل الإصابة بالمرض بعد ردم البرك
والمستنقعات.
4- يزداد انتشار المرض في الأسابيع
التي تقل فيها الأمطار.
5- المناطق الشجرية ليست هي مصدر
المرض لأن هن مناطق مماثلة في البرازيل لم ينتشر فيها المرض.
وبعد دراسة هذه الحقائق توصل في
النهاية إلى أن الإصابة بهذا المرض يسبب طبقة ضبابٍ سام ينتشر في مناطق المستنقعات
وعندما يحمل الهواء هذا الضباب و يتنفسه الإنسان يصاب بالمرض.
وبعد 69 عاما وفي عام 1897 أعلن
العالم " رونالد روس " وبعد دراسات عديدة في الهند خطأ النتيجة التي
توصل لها " داروين " وأن سبب المرض هو بعوضة الأنوفليس التي تعيش في
مناطق البرك والمستنقعات.
و لا شك بأنّ داروين هو أحد أبرز
العلماء في تاريخ العلم، و قد سبق له استخدام أساليب التفكير العلمي بدقّةٍ و
بكثرة، و لكنّه لم يستخدم هذه الأساليب بالشكل الّذي المرجو مما جعله يخفق في
معرفة الأسباب الحقيقية للإصابة بهذا المرض.
فيما يلي عبارات توضِّح خطوات المنهج
العلمي ضع إشارة (صح) أمام العبارات التي استخدمها داروين في القصة لمعرفة أسباب
المرض وعلامة (خطأ) أمام الخطوات التي لم يستخدمها:
1- الإحساس بوجود مشكلة والرغبة
الأكيدة في حلها.
2- جمع معلومات وبيانات حول المشكلة.
3- طرح الفروض المناسبة.
4- اختيار أكثر الفروض احتمالا.
5- اختبار صحة الفروض العلمية.
6- الوصول إلى الحل.
7- التأكد من صحة الحل.
8- تطبيق الحل على مشاكل.
ثانياً: المساهمة في
إكساب الطلاب اتجاهات علمية.
لافوزييه يحطم نظرية الفلوجستون
ما هي نظرية الفلوجستون؟
نظرية " الفلوجستون " هي
نظرية قديمة من تاريخ العلم تفسِّر احتراق المواد بأن هذه المواد تحتوي في داخلها
شيء ما يتسرب من المادة ويخرج منها عند احتراقها وهذا الشيء سمِّي "
الفلوجستون " وأن هذا " الفلوجستون " أثناء وجوده في داخل المادة
يخفِّف من وزنها فإذا خرج منها زاد وزنها.
ولم يقتنع العالم الفرنسي "
لافوزييه " بهذه النظرية و لم يصدّقها لأن أحداً من أنصار هذه النظرية لم
يستطع تحضير هذه المادة ويثبت وجودها عملياً. وكان العالم الإنجليزي "
بريستلي " وهو من أنصار نظرية الفلوجستون قد زار " لافوازبيه " عام
1777 م في بيته و حدثه عن اكتشافه لغازٍ تتوهج فيه الشظايا المشتعلة ويزداد
اشتعالها فيه فقام " لافوزييه " بتحضير الغاز الجديد من أكسيد الزئبق
الأحمر واختبره بنفسه وتأكد من صحة ما قاله " بريستلي " ومن خلال هذه
التجارب والملاحظات استوحى لافوزييه فرضاً يفسِّر الاحتراق بأنه:
" اتحاد كيميائي بين المادة وبين
هذا الغاز الذي يحتمل وجوده في الهواء "
و أجرى لافوازبيه عدة تجارب فسخن كمية
معلومة الوزن من الزئبق تسخيناً هيِّناً لمدة 12 يوماً و لاحظ اختفاء لون الزئبق
اللامع و تحوله لمسحوق أحمر و هو ما تم تحضير الغاز الجديد منه. و لاحظ كذلك نقصان
حجم الهواء داخل إناء التجربة بمقدار خُمس حجم الهواء الأصلي قبل التسخين و ارتفاع
الزئبق يحل محل هذا الجزء الذي نقص من الهواء.
فحص لافوازبيه جهاز التجربة فلم يجد
أي منفذ لتسرب الهواء للخارج و وزن الراسب المتكون فوجد زيادة في وزنه عن مادة
الزئبق الأصلية التي تكون منها. و فسر ذلك بأن الجزء من الهواء الذي ينقي قدامة
بطريقة ما مع الزئبق و لون المسحوق الأحمر. و قام لافوازبيه باختبار خواص الهواء
المتبقي وجد أن الشمعة تنطفئ فيه مما يدل على أن الشيء الموجود في الهواء و يسبب
استمرار اشتعال الشمعة لم يعد موجودا و أنه يكون خُمس حجم الهواء. و لم يتسرع
لافوازبيه الوصول للنتائج و استمرار إجراء الجزء التالي من التجربة و هو محاولة
استرداد جزء الهواء الذي امتد مع الزئبق فسخن هذا المسحوق تسخينا شديدا حتى تحول
إلى حبيبات لامعة من الزئبق فأوقف التسخين و جمع الغاز الناتج فوجد أن حجمه مساوي
للنقص في حجم الهواء الذي فُقد في بداية التجربة الأولى و لما اختبر خواص الغاز
وجدها مطابقة لخواص غاز بريستلي ففرح لافوازبيه بهذه النتائج و توصل إلى تكوين
نظرية جديدة تفسر الاحتراق بأنه اتحاد كيميائي بين المادة المحترقة و هذا الغاز
أطلق عليه اسم الأكسجين و هو الجزء الفعال من الهواء و يكون خُمس حجم الهواء و
يتفاعل مع الغازات مكوناً الأكاسيد و يساعد على احتراق المواد و يلزم وجوده في
الهواء لاستمرار حياة الكائنات الحية.
و هكذا أثبتت تجارب لافوازبيه خطأ
نظرية الفلوجستون و كانت أساساً لنظريةٍ علميةٍ جديدة تفسر ظاهرة الاحتراق.
و على الرغم من كفاية الأدلّة
العلميّة لهذه النظرية الجديدة فقد ظل أنصار نظرية الفلوجستون حتى مماتهم متمسكين
بهذه النظرية، و يعاب على هؤلاء العلماء أنهم تمسكوا بهذه النظرية القديمة دون
وجود برهان عملي على صحتها لفترة طويلة أكثر مما تستحق.
س1 / فيما يلي مجموعة عبارات تتصل
بقصّة لافوازبيه السابقة. ضع إشارة (صح) أمام العبارات التي تراها صحيحة و إشارة
(خطأ) أمام العبارات التي تعتقد أنّها خطأ
1- () الصدفة وحدها مكّنت لافوازبيه
من تكوين نظريته الجديدة حول الاحتراق.
2- () تستند نظرية الفلوجستون إلى
أدلة تجريبية.
3- () يمتاز فرض لافوازبيه لتفسير
الاحتراق بأنه قابل للتحقيق التجريبي.
4- () من الضروري أن تأتي النتيجة
مطابقة للفرض في كل تجربة علمية.
5- () أخطأ لافوازبيه باستقباله في
بيته عالماً يخالفه الرأي حول تفسير ظاهرة الاحتراق.
6- () راعى لافوازبيه أثناء تجربته
الدقة في قياس التغييرات التي تطرأ على الأوزان و الأحجام.
7- () يجب النظر للنتائج التي توصل
لها لافوازبيه على أنها مطلقة وغير قابلة للتعديل مع مرور الوقت.
8- () فروض العلماء لتفسير الظواهر
دائما صحيحة إذا ما اختبرت عملياً بالتجارب العلمية.
9- () الملاحظات العلمية يجب أن تتصف
بالموضوعية و العقلانية.
10- () تمسك برينغ بنظرية الفلوجستون
خطأ كبير يبقى محفوراً في ذاكرة التاريخ.
11- () لافوازبيه متحرر في تفكيره لا
يقتنع بالتفسيرات الغامضة و الظواهر التي تقع تحت حسه و يبحث عن مسبباتها
الحقيقية..
12- () إثبات لافوازبيه لخطأ "
الفلوجستون " منافياً للاتجاهات العلمية التي يتصف بها العلماء لأنه يعلم أن
" بريستلي " يعتقد بها.
س2 / حدِّد من خلال النص العلمي
السابق ما يدل على:
خصائص المنهج العلمي الأربعة
1- الامبريقية:
2- الموضوعية:
3- العقلانية:
4- العلم يصحح نفسه:
ثالثاً: المساهمة في إكساب الكلاب
مهارة التفكير العلمي و الاتجاهات العلمية
باستير يقهر الحمّى الفحمية
انتشر هذا المرض بين الماشية في فرنسا
و كان يقتل آلاف الرؤوس منها يومياً، و في عام 1881م أعلن العالم (لويس باستير)
أمام أعضاء الجمعية الطبية الفرنسية أنَّه اكتشف لقاحاً يقي الماشية من هذا المرض،
وأثار هذا الخبر انتباه العلماء و الحضور و كان من بينهم العالم الطبيب (روسينجول)
الّذي تحدّى باستير بإثبات صحّة اكتشافه بطريقةٍ علمية و قبل باستير هذا التحدي
بروحٍ علمية.
قام باستير بإحضار (50 رأساً) من
الأغنام السليمة قسمها إلى مجموعتين متشابهتين ووضع كل قسم في حظيرة منعزلة بعيداً
عن الآخر، ثم حقن أغنام الحظيرة الأولى باللقاح الّذي اكتشفه و لم يحقن به أغنام
الحظيرة الثانية، و بعد أسبوع حقن جميع الأغنام في المجموعتين بكمياتٍ متساوية من
دم إحدى الأغنام المصابة بميكروب المرض. و أعلن روسينجول أمام المشاركين الّذين
يتابعون التجربة أنّ جميع الأغنام في الحظيرتين دون استثناء سوف تصاب بالمرض و
تموت من جرّاء ذلك.
ولكي يؤكد باستير ما أعلنه استخدم (3
بقرات) أمام كل حظيرة و قام بإجراء نفس التجربة عليها و أعلن أنّ الأبقار الّتي
حقنت باللقاح الواقي من المرض سوف تبقى سليمة بينما الّتي لم تحقن باللقاح سوف
تموت.
و بعد يومين ذهل الحاضرون عندما
شاهدوا نتيجة التجربة حيث ماتت جميع الأغنام و الأبقار في الحظيرة الثانية من
جرّاء إصابتها بالمرض بينما لم تصب الأغنام و الأبقار في الحظيرة الأولى بأي ضرر.
و هكذا برهن باستير بالتجربة العملية
ما أراد إثباته لهم.
و الآن عزيزي الطالب أجب عن الأسئلة
التالية باختيار رمز الإجابة الصحيحة:
1- العامل التجريبي الّذي تختبر أثره
تجربة باستير:
أ- أغنام الحظيرة الأولى ب- اللقاح
الذي اكتشفه باستير.
ج- أغنام الحظيرة الثانية المصابة
بالمرض د- دم الأغنام المصابة بالمرض
2- المجموعة الضابطة في تجربة باستير:
أ- أغنام الحظيرة الأولى ب- اللقاح
الواقي من المرض.
ج- الأبقار الّتي وضعت مع الأغنام. د-
أغنام الحظيرة الثانية.
3- الهدف من وضع الأبقار مع الأغنام
بمثابة:
أ- عامل ضبط التجربة ب- افتراض
ج- تجربة تأكيدية د- عامل تجريبي
4- الفرض الّذي تختبره تجربة باستير
السابقة:
أ- باستير يعرف عن المرض أكثر من
روسينجول ب- الإصابة بالمرض تسببه ميكروبات معينة.
ج- لقاح باستير يقي من الإصابة بالمرض
د- دم الأغنام المصابة إذا حقن في السليمة يصيبها بالمرض
5- تعتبر تجربة باستير في ضوء
المعايير العلمية للتجربة:
أ- إجراء غير مهم لأنَّ التجربة أجريت
على عدد محدود من رؤوس الماشية.
ب- تجربة جيّدة التصميم و التنفيذ
ج- إجراء غير إنساني لأنّه تسبب في
موت (28) رأساً من الماشية.
د- إجراء غير علمي لأنّ باستير أعلن
مقدماّ نتيجة التجربة الّتي يتوقعها.
6- أوضحت لنا نتيجة هذه التجربة أنّ:
أ- الحمّى الفحمية التي تصيب الماشية
تسببها بكتيريا معينة. ب- باستير يعلن عن الحمّى الفحمية أكثر من روسينجول.
ج- الماشية يمكن وقايتها من المرض إذا
حقنت بلقاح باستير. د- باستير كان على صواب في جميع الحالات.
7- من الخصائص الجيدة للتخطيط في
التجربة السابقة:
أ- استُخدم فيها أبقار و أغنام ب-
استُخدم فيها مجموعة ضابطة
ج- أُجريت علناً أمام الجمهور د- أنقذت
حياة أغنام الحظيرة الأولى من الموت
8- من الاتجاهات العلمية الّتي اتصف
بها باستير:
أ- الاعتماد على شهرته في إقناع الناس
بالآراء الّتي يعتقد في صحتها.
ب- ردّه الجاف على روسينجول لأنه
خالفه الرأي حول نتيجة التجربة.
ج- الإعلان أمام الجمعية الطبية
اكتشافه لقاح يقي من الإصابة بمرض الحمّى الفحميّة.
د- المثارة في استخدام الأسلوب العلمي
لحل المشكلات لخدمة المجتمع.
عزيزي المعلم:
هذا بالنسبة للطرائف النظرية أمّا
بالنسبة للطرائف العملية فإنّ هناك إجماعاً على أنّها أكثر الطرائف تشويقاً و
إثارةً لما تنطوي عليه من خبرةٍ مباشرة، حيث تقوم فكرة العروض المثيرة على إحداث
شيء من شأنه لفت نظر الطلاب و إثارة الدهشة لديهم. و تقوم فكرة التجارب المدهشة
على تصميم تجارب تؤدّي إلى نتائج يبدو أنّها تتناقض مع نتائج التجارب التقليدية،
أو الوصول لنفس النتيجة المألوفة و لكن بطريقة غير تقليدية.
إنّ الطرائف العلمية تسهم في تحقيق
الأهداف المرجوّة من تدريس العلوم فالطرائف النظرية تزيد من معلومات الطلاب و تسهم
في تدريبهم على التفكير العلمي السليم و إكسابهم الميول و الاتجاهات العلمية و
أوجه التقدير للعلماء في جميع المجالات العلمية.
كما تسهم الطرائف العملية من تجارب
وعروض في إكساب الطلاب المهارات المرجوّة وتدريبهم على التفكير السليم وتساعد على
تنمية قدراتهم الإبتكارية.
شروط الطرفة العلمية:
إنّ الطرفة العلمية نظريةً كانت أم
عملية لها شروطٌ معينة ينبغي مراعاتها لتحقّق الهدف المرجو منها و من أهم هذه
الشروط:
1- أن يكون مضمون الطرفة حقيقياً
وواقعياً و ليس خيالياً.
2- أن يكون مضمون الطرفة غريباً ما
أمكن ذلك و ليس جديداً فقط.
3- أن يكون للطرفة عنوان جّذاب مثير
يلفت الأذن لمتابعتها و يثير فيها دهشةً و استغراباً.
4- اختيار الوقت الملائم لإلقاء الطرفة
العلمية.
5- إجادة المعلّم لفن إلقاء الطرفة و
لهذا لفن قواعد و أصول يكتسبها المعلّم بالخبرة و الممارسة.
6- يحتفظ المعلّم بشيفرة الطرفة لوقتٍ
لاحق من الحصة و لا يتسرّع في إعطاء الحل للطلاب.
7- أن تكون الطرفة نابعة من موضوع
الدرس ووثيقة الصلة به.
8- ألا تأخذ الطرفة وقتاً أكثر من
اللازم و يتوقف هذا على عوامل عديدة ترجع كلها إلى تقدير المعلم، و قد يكون الدرس
بأكمله هو موضوع لطرفةٍ علمية.
--------------------------------------
المرجع / الطرائف العلمية مدخل لتدريس
العلوم. تأليف:صبري الدمرداش. الطبعة الرابعة. دار المعارف. القاهرة.
17 /12 /
من موقع المختار
الإسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق